-قال: سؤال آخر هل من حقي أن أختار ما أشاء وأترك ما أشاء؟ هل تعتقدين أن الله شرع لنا هذه الأمور، لكي يعرضها علينا فنختار ما نشاء وندع ما نشاء، هل هذا حق لنا؟
فسكتت.
-قال: أما تعلمين أن الله سبحانه قال: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾[البقرة 85].
-
قال: لماذا لم تتحجبي؟ أما تعلمين أن الله أمر بذلك! ألم تقرئي القرآن؟ ألم تقرئي سورة النور؟ ألم تقرئي سورة الأحزاب؟
أم ستقولين كما يقول البعض عندما أقتنع !!!
بماذا تقتنعين ؟ هل تقتنعين أن الله له الحق في أن يأمرك؟ هل تقتنعين أن الله سبحانه له أن يفرض علينا الملبس الذي ينبغي أن نظهر فيه؟
أم لك الحق في أن تنظرين هل هذا الأمر يناسبك أم لا؟ هل هذا الملبس يعجب الناس أم لا؟
أختي المسلمة :
وأنت تتهيئين وتقفين أمام المرآة بهذا الملبس الذي تتيقنين أنه فاتن، وملفت للنظر، وآخذ بالعقول لأصحاب القلوب المريضة، وآخذ بالعيون لكي تتعلق بك وبجسدك، وأنت تعلمين ذلك، بل تتيقنين من ذلك.
هل تظنين أن الله سبحانه عندما أمرك بالحجاب شرع ذلك الأمر لكي يستفتي عليه، وأنت تلبسين ذلك الملبس -لاشك- تقفين أمام المرآة لكي تتزيني وتكوني في صورة تعجب الناس – ألا تستحين ألا تتذكرين الله سبحانه عند ذلك.
أختي المسلمة
:
أنت ترضين الناس بسخط الله، فمن أحق أن ترضي؟
أما سمعت قول الله -تعالى-: ﴿لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ﴾[التوبة62: 63].
فهل بعد ذلك أنت تصرين على ما أنت عليه؟
قالت المسلمة: أما تراني مسلمة؟ أما يكفي أن تذكرني بالله حتى أتذكر، أتراني لا أخشع لله؟ أتراني جاحدة لأوامر الله؟
أختي المسلمة:
عودي إلى ربك، إلى إلهك، إلى خالق، إلى من له حق الأمر والتشريع.
حاولي واجتهدي أن تكوني راضية لله حتى ولو لم يرض عنك الناس.
فالله يريد سترك، والناس يريدون تعريتك.
فالله يريد لنا الطاعة والناس لا يرضون لنا إلا العصيان.
فالله يريد لنا الجنة، ويدعونا الشيطان إلى النار.
والله يدعوا إلى دار السلام، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
أختي المسلمة:
اتجهي إلى الله -سبحانه- أن يشرح صدرك للإسلام ولدينه ولشرعه ولسُنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾[الزمر 22].
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب
فستذكرين ما أقول لكِ.....وأفوض أمرى إلى الله.....إن الله بصيرٌ بالعباد....
والحمد لله رب العالمين...